حركة الأدب الإسلامي المعاصر تزداد تجذراً وانتشاراً، بعون من الله سبحانه وتعالي. ثم بجهود الأدباء الذين ينسجون خيوطها بدأب وإصرار، إن ما كانت عليه هذه الحركة في ستينيات هذا القرن غير ماهي عليه في تسعيناته، وبمقدور أي متابع أن يلحظ بوضوح جنوحاً في الحركة، تراكما هنا وشحاً هناك، حضوراً مؤكدا في بعض الحلقات وغياباً وصمتاً في حلقات أخرى، وعلى سبيل المثال لا الحصر، كيف أن المعطيات الإبداعية للأدب الإسلامي تطغي على المعطيات النظرية والدراسية، هذا إلى أن الإبداع نفسه يعاني من فقدان التوازن، فثمة غزارة في الشعر والمقال، وشحاً وغياباً في الرواية والمسرحية والسيرة الذاتية، وهذا الكتاب يحتوى على عدد من محاولات النقد التطبيقي الذي يتابع بعض الإصدارات الأدبية في دائرة الإبداع شعراً وقصصاً ومحاولة إحصائها وتغطيتها النقدية تكاد تكون مستحيلة مالم ينهض نقادنا كافة، ويفعلوا ما يفعله الآخرون. وأن نشير إلى ضوابط النقد، وإضاءاته الكاشفة إلى مظان التألق الخمود. وأن نبين عناصر القوة والضعف في هذا العمل أو ذاك. وأن نصغى جيداً إلى الأصوات المبدعة وأن ندخل معها في حوار يكسر جدران القطيعة ويضع يده على النبض الذي يعد بالكثير.